ملتقي القلوب بقلم ذكية محمود للفصل 4

لمحة نيوز

الفصل الأول
تجلس في غرفتها تلتزم الصمت كعادتها والدموع فقط هي من تتحدث لقد تحولت إلى شبح لا حياة فيه وذبلت ملامحها وتحولت إلى شخص آخر كلما وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسها لا تصدق أن هذه هي نفسها التي كانت عليها منذ عدة أشهر وبالتحديد منذ أن دلفت إلى عرينه لقد نسج خيوط الحب وزين لها فخ الاحلام الوردية وعندما سقطت في غايابات حبه المظلم كشف عن وجهه الحقيقي المخادع لقد حولها إلى حطام امرأة وتركها تعاني الويلات بمفردها يا ليتها ما كانت من الأساس هكذا تمنت بداخلها فهو أوصلها إلى مرحلة لا تستطيع أن تسترد فيها ذاتها .
وضعت يدها على بطنها المنتفخة قليلا وقد ازدادت دموعها هطولا على ذلك الجنين الذي سيخرج للنور في غضون شهور ووالده لا يعلم بوجوده من الأساس.
مسحت عبراتها سريعا حينما سمعت طرق الباب لتقول بصوت حاولت أن يكون طبيعي قدر المستطاع أدخل.
ولجت والدتها للداخل وهي تبتسم لها بخفوت جلست قبالتها ومسكت يدها قائلة إزيك يا تقى عاملة إيه دلوقتي 
أردفت بخفوت وبسمة هزيلة شقت وجهها الباهت كويسة يا ماما .
تنهدت بحزن قائلة مش باين يا قلب مامافيكي إيه يا تقى ريحي قلبي يا حبيبتي اتكلمي متوجعيش قلبي عليكي من وقت ما جيتي بعد سفر سفيان وأنت حالك غير اتبدل خالص مش تقى بنتي اللي أعرفها دة أنت حتى مش راضية تقوليله إنك حامل لحد دلوقتي وأنت أهو بادئة في الرابع حتى أهله ميعرفوش بالخبر دة في حاجة يا تقى قوليلي يا بنتي علشان أساعدك مالك 
وكأنها أعطت لها وغادرت الغرفة وهي تدعو الله لها بالصلاح وراحة البال.
يجلس طه بغرفته وهو شارد كعادته يتذكر ذلك اليوم الذي انقسم فيه فؤاده إلى نصفين . في ذلك اليوم الذي حكم عليه بالاعډام عندما سمعها تتحدث مع شقيقته صدفة وهي تفصح لها عن مدى حبها لابن خاله وليد والذي هو الآخر يبادلها نفس الشعور. وكم كانت سعيدة حينما أتى لخطبتها أما هو يشبه الحطب حينما تحرقه النيران لقد تحطمت هذه الأحلام التي بناها في مخيلته وهي ترافقه في كل خطوة طعڼة عميقة تلقاها منها وما عاد يعرف له طريق للشفاء من هذه الندوب شعر بالاختناق الشديد وكأنه يقوم أحد پخنقه خرج من غرفته وتوجه للأعلى مباشرة حيث غرفة الرسم جلس أمام أحد اللوحات يكمل رسمها بشرود .
في نفس الوقت جاء عدى ودلف ليجده على هذه الحالة ضم شفتيه بحزن على صديقه وابن خاله فهو يشعر بكم الألم الذي يعتريه ويعلم تمام العلم أنه لن يكون بمثابة الألم الذي يسكن في صدره رسم ابتسامة بسيطة وقال بمرح كي ينتشله من بئر الألم الذي يغرق فيه ها يا بيكاسو بترسم إيه المرة دي 
ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنه انفصل عن العالم ونسج له واحدا خصيصا يسبح فيه بأفكاره وحده هزه من ذراعه لينتبه له الآخر فيردد إيه يا عم أنت مش سامعني !
هتف طه بجمود قولت ايه 
أردف عدي بهدوء وتعقل بقولك امتى هتفوق من الوهم دة وتفوق لحياتك 
رد عليه بصلابة دي حاجة متخصكش.
هتف بانفعال لا تخصني لما ألاقيك بتضيع نفسك كدة يبقى يخصني يا طه الدنيا مش هتقف عليها كفياك ضعف بقى .
صړخ بوجهه أخرس .
رد عليه بنفي لا مش هخرس أنت ضعيف مش قادر تواجه الحقيقة و ...
لم يكمل حديثه بسبب اللكمة القوية التي سددها له طه وهو يقول پعنف قولتلك أخرس أنت ما بتسمعش .
مسح خيط الډماء الذي سال من فمه ونظر له مرددا بعزم فوق بقى هتقعد تولول زي الستات بكرة تلاقي الاحسن منها متوقفش عليها .
صاح پجنون مش عاوز مش عاوز .
قال ذلك ثم أخذ يرمي كل ما تطوله يداه والآخر يتابع ثورته هذه فهو كالطائر الذي أصابه الإعياء جلس أخيرا بعد أن نفث عن موجة غضبه العارم وفعل عدي المثل إذ جلس بجانبه وهو يقول أنا مش زعلان منك ومقدر اللي أنت فيه كله مجرد وقت صدقني بس الأهم أنت لازم تحارب علشان ما تخسرش إياك تبقى غبي وتفكر في حد أنت مش في باله في ناس تستحق حبك دة وأنك تديلهم فرصة أقلع النضارة اللي عمياك دي وبص حواليك كويس هتعرف مين اللي بيحبك بجد يا طه . بقلم زكية محمد
نظر
أمامه بدون أن ينطق بحرف والآخر يهز رأسه ييأس على الحالة التي وصل إليها رفيق دربه والذي ذاق مرارة وۏجع الحب .
تمشي حسناء بخفوت كي لا يشعر بوجودها ويجلس عاصم يكتب بحثا مهما في القسم الخاص به في الجامعة لم ينتبه لوجودها فهو يصب جام تركيزه على ما يفعله اقتربت منه للغاية ووضعت البالونة المنتفخة ووقفت خلفه مباشرة دون أن تصدر أي صوت وفجأة قامت بضربها لينتج عنها فرقعة بجانب أذنه جعلته يهب واقفا وهو يقول في إيه أنبوبة البوتجاز فرقعت.
أخذت تضحك على منظره 
ابتسم حتى ظهرت ضروسه الحادة لتقول پخوف بطل ضحك يا شرير سنانك زي الديب اللي بياكل ليلى .
توقف للحظة وهو يقول بغرابة ليلى مين 
أردفت بشهقة صاډمة بجد أنت متعرفش ليلى اللي أكلها الديب !
هز رأسه بلا وهو يظن أن الأمر جدي ليقول بفضول مين ليلى دي بقى الله يرحمها 
أجابته ببساطة دي ليلى اللي في الكرتون هو أنت مشفتهوش هبقى أقولك عليه لما يجي تاني .
حدجها بنظرات ڼارية لو كانت رصاصا لانهت عليها في الحال ازدردت ريقها بتوتر لتقول بخفوت عاصم حبيبي مالك 
أردف بوعيد مخيف لها عارفة يا حسناء أنا ممكن أعمل فيكي ايه 
وأهون عليك يا عصومي يا بيبي 
ابتلع ريقه بصعوبة وكادت أن ټنهار حصونه أمامها إلا أنه استعاد ثباته وهو يقول بخبث لا مش هتعرفي تأثري عليا انسي .
أردفت بترقب أنت... أنت هتعمل ايه 
ردد بمكر أنت عارفة كويس أنا هعمل ايه 
قوست شفتيها بتذمر قائلة عاصم علشان خاطري سماح المرة دي مش هعمل كدة تاني.
هز رأسه بنفي وهو يقول بصرامة لا يعني لا 
بس اسكتي هتفضحينا.
رددت بنحيب أنا مخصماك وهروح عند بابا ومش هقعد معاك تاني أوعى سيبني .
تمسك بها جيدا وهو يقول بت بطلي جنان وهبل أنت مش هتخطي رجلك دي عند أي حد مكانك هنا جنبي وبس .
أردفت بدموع بس أنت بتضربني وبتعذبني
أردف بتهكم وبسحلك وبعلقك في السقف صح قاعدة في سجن ولا إيه يا حجة هنا ما تظبطي في الكلام .
لم ترد عليه وإنما عبست بملامحها بضيق وهي تقول قطيعة تقطع الجواز وسنينه ما كنت مرتاحة يا ربي بلعب وانام وأكل.
نظر لها پصدمة ليقول ليه إن شاء الله مجوعك ولا مجوعك وبعدين لعب إيه دة إن شاء الله مش اتكلمنا في الموضوع دة قبل كدة لما تخلفي ابقي العبي مع عيالك .
وعلى ذكر السيرة لاحت سحابة حزن فوق عينيها وأمطرت دموعا غزيرة لينتبه لما قاله ليضمها بحنو وهو يقول بندم معلش يا حبيبتي مكنش قصدي إن شاء الله ربنا هيرزقك كلها مسألة وقت .
ضمته هي الأخرى وهي تقول پبكاء نفسي في بيبي يا عاصم زي آية مرات معتصم دي حتى تقى حامل و ...
صمتت وهي ټلعن غبائها ولسانها الذي أفصح عن سر لم ترد الأخرى بأن يظهر للعلن انتبه لها ليقول بتقولي تقى حامل ! بس سفيان ولا حد من العيلة يعرف بحاجة زي دي .
ابتعدت عنه لتقول بهروب ما هو أصل أصل...
ضيق عينيه ليقول بشك ما هو أصل إيه مخبيه إيه يا حسناء 
أردفت بخفوت أصل دة سر وهي قالتلي ما أقولش لحد .بقلم زكية محمد
قطب جبينه بضيق ليقول بمكر في محاولة أن يعرف ما تخفيه تلك البلهاء هو أنا حد بردو !
أردفت بسرعة لا مش كدة بس هي هتزعل مني وهتقول عليا

فتانة وأنا مش كدة .
ضم رأسها إلى صدره وهو يقول بتعقل حبيبتي دة مش هيبقى غلط علشان شكل كدة في مشكلة وواجبنا نحلها مش نداري عليها ها قوليلي بقى ليه ماقلتش لسفيان ولا حتى أي حد مننا 
فكرت
في صدق حديثه لتقول بغيظ من شقيقه بص بقى يا عاصم أخوك دة حمار وتور وجاموسة وبقرة و ....
وضع يده على ثغرها وهو يقول بس بس ماله بقى الحيوان من الآخر كدة 
قصت عليه كل شيء وتلك المشكلة التي بينهم وانها علمت بخبر حملها مؤخرا ولكن أخفته بسبب الظروف التي هي فيها لتنهي قولها بحزن على تلك الفتاة حيوان ولا مش حيوان يا عاصم 
هز رأسه ليقول پغضب مكبوت من شقيقه لا حيوان ولازم يتربى بس يرجع من سفره الأستاذ.
هتفت بتحذير عاصم متعملش مشكلة .
أردف بإصرار حبيبتي دة موضوع مش سهل وأنا مش هقعد أقف وأتفرج على بيت أخويا وهو بيتخرب واجبي هنا أفهمه غلطه وأخليه يرجع لعقله يا إما أرجعهوله بمعرفتي متشليش هم للموضوع دة .
هزت رأسها بموافقة على حديثه 
في صباح يوم جديد استيقظت تقى بوهن شديد وضعت يدها على بطنها تلقائيا وكأنها تلقي عليه تحية الصباح لتقول بأسى وكأنه راشد تشكو له ما يفعله أبيه بها إزيك يا حبيبي عامل إيه يا حبيب مامي شوفت بابي الۏحش بيعمل في مامي إيه خاېفة يجي يوم ما ألاقيش حب ليه ورصيده يخلص من عندي .
فتحت الهاتف لتتصفح الصفحة الخاصة به لتجد إشارة له من قبل تلك الشمطاء اللعېنة التي هي
سبب أساسي لما تشعر به وجدت صورة تجمعهما سويا لتلقي الهاتف پغضب وتبع ذلك جسدها الذي ألقته على الفراش وهي تخفي وجهها بالوسادة كي لا يصل صوت بكائها لمن بالخارج .
رجعت بذاكرتها لذلك اليوم الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وقطرة المياه الزائدة التي أعلنت عن أن الإناء امتلأ لآخره وما عاد من مساحة متوافرة لتحمل المزيد من الأوجاع إذ عادت من الطبيبة التي فحصتها لتكتشف أنها تحمل جنينا في بطنها وليس عند هذا الحد فقط بل هي حامل في ثلاثة أشهر أصابتها الدهشة لذلك فهي لم تشعر بأي من أعراض الحمل طوال هذه الفترة غمرتها الغبطة وكادت أن تطير كالفراشة من السعادة توجهت للمشفى الخاص التي يعمل فيها سفيان لتخبره بهذا الخبر السار وصلت في غضون دقائق ودلفت للداخل متوجهة لمكتبه الخاص لتفتح الباب على حين غرة لتصدم حينما رأت هذه الطبيبة قبالته وقريبة منه قطبت جبينها باستياء أقرب فرصة فتقى تفتقد الثقة بنفسها وهذا ما تلعب عليه لتقول برقة مبالغ فيها أكيد زعلانة علشان الدكتور سفيان هيسافر بكرة معايا أقصد معانا كلنا يعني .
رفعت حاجبها باستهجان وهي تنظر له لتردد الأخرى وهي ترسم البراءة بإتقان عندما شهقت پصدمة مصطنعة سوري لو لخبطت الدنيا كنت فاكرة إنك قولتلها بعد إذنكم .
رمت كلماتها ومن ثم غادرت وهي تبتسم كالأفعى التي حققت أول انتصار بينما هتف هو باختصار يلا هنروح دلوقتي.
صمتت وغادرت معه حتى وصلا لمنزلهم وأبدلا ثيابهما وها هما يجلسان على طاولة الطعام يتناولون وجبة العشاء لم تستطع أن تتحلى بالصمت إذ هتفت پغضب تقدر تقولي ليه مقولتش إنك مسافر يعني أعرف من الصفرا دي وجوزي لا .
زفر بضيق وهو يقول وطي صوتك يا تقى .
بانفعال تملكها جعلها ټضرب بيديها على الطاولة وهي تقول لا مش هوطي صوتي لما تعمل اعتبار لغيري وأنا زي الهبلة معرفش حاجة يبقى تسميه إيه دة يا دكتور 
نهض من مكانه وقد سطر الكمد حروفه بعينيه جذبها من ذراعها پعنف وهو يضغط على يدها بقوة ومن ثم هتف بصوت جهوري جعلها تنكمش في نفسها صوتك ما يعلاش يا هانم ولما أقول كلمة تتسمع عاملة مشكلة من مفيش ليه بقيتي خنيقة أوي الأيام دي . بقلم زكية محمد
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول پألم سيب أيدي يا سفيان .
أردف بحدة وهو مازال على حالته وهو مستمر في أن يلقي سهامه الچارحة صوب صدرها الذي سالت منه دماء فعلته في إيه لكل دة
دكتورة وطبيعي هتروح معانا البعثة فين المشكلة في كدة 
أردفت بۏجع وغيرة متروحش معاها خليك هنا . 
ضحك بتهكم ليقول مروحش ! أنت بتهزري فرصة زي دي مستنيها بقالي كتير ولما تيجي تقوليلي ما أروحش ! دة مستقبلي يا ريت تفهمي دة وشيلي التفاهة دي من دماغك ويلا زي الشاطرة كدة أفردي وشك دة وروحي حضريلي الشنطة .
وعندما لم يجد منها رد ردد بصرامة يلا هتقعدي واقفة كتير .
ركضت من أمامه للداخل وهي تشعر بأن قلبها تهشم تحت قدميها وضعت يدها على بطنها وسقطت دموعها الغزيرة لم يعبأ برجائها وقد ضړب بطلبها عرض الحائط فتحت الخزانة وبدأت في ترتيب ملابسه في الحقيبة وبعد أن انتهت من ذلك توجهت لترتيب الطاولة وتنظيف بقايا الطعام تشكلت المرارة في حلقها فقد تبخر ما رسمته في ذهنها نحو كيفية إخباره بأنها تحمل طفلهما بداخلها لقد تم سرق فرحتها وانتهت بهذا الفصل المأساوي .
وفي الصباح كان يستعد للرحيل وكانت ستودعه ولكنها وقفت متصنمة عندما سمعته يتحدث مع هذه الشمطاء في الهاتف لا وليس عند هذا الحد فقط بل تسمع ضحكاته تملأ المكان دلفت الغرفة وعلامات الڠضب على وجهها لتتغير ملامح وجهه للتجهم فيغلق المكالمة وهتفت هي بكمد مكبوت كنت بتكلم مين 
حمحم بخشونة قبل أن يجيب بكذب دة دة عاصم بستعجله علشان يوصلني للمطار .
حدقت فيه بقوة وهي تراه ېكذب عليها وجها لوجه بينما ارتبك هو بداخله واضطر أن يعطيها ظهره وهو يقول أنا همشي دلوقتي عاوزة حاجة 
أردفت بثبات تحسد عليه لا لينهي هذا اللقاء بقوله خلي بالك من نفسك.
الفصل الثاني
غادر ولم يأبه لذلك الشرخ الذي أحدثه في قلبها لم تستطع البقاء في المكان وحدها ولأول مرة تشعر بأنها تود الذهاب بعيدا عن أي شيء يذكرها به غادرت الشقة هي الأخرى في نفس اليوم ومنذ ذلك الحين لم تعود وها هي على قرابة الشهر وفي بيت أبيها وعندما يسألها أحد تخبره بأنها ستبقى حتى يعود سفيان من الخارج ليتركوها على راحتها حتى يعود هو وقد طلت عليهم كذبتها ومنذ ذلك الحين وهي لا ترد على هاتفها عندما يتصل بها ليجن جنون الآخر ويصيبه الخۏف عليها وعندما يعلم بأنها عند أهلها لا يعلم لم ذهبت ولكن هناك أمرا تخفيه لم يشأ أن يوسع الموضوع حتى لا يشك أحد من أن هناك مشكلة مفتعلة وإضطراب في علاقتهما لذا أجل هذه المواجهة حتى العودة . مضى شهر وظل شهران متبقيان وسيرى ما يدور خلفه بنفسه .
عادت من شرودها وهي تمسح عبراتها التي أغرقت وجهها ثم نهضت تخرج من هذه القوقعة التي وضعت ذاتها بداخلها لترى ما ستفعله الآن وما هو القرار الحاسم الذي ستتخذه في مسألة هذا الزواج الذي يحاوطه المخاطر التي غير قادرة على تخطيها بمفردها .
عدلت من الوسادة المهترئة قبل أن تساعد والدها على التمدد عليها بعد أن أعطته جرعة دوائه وهي ترى أنه على قرابة الانتهاء كبحت عبراتها بداخلها كي لا يراها أبيها فيكفي ما هم فيه لا تريد أن تحمله هما جديدا هتفت بابتسامة اصطنعتها بجدارة وإتقان ها يا بابا طمني عليك أنت كويس دلوقتي صح 
هز رأسه بخفوت وأجابها بكذب كي لا يخيفها كويس يا بنتي الحمد لله مټخافيش يلا روحي شوفي وراكي إيه .
أردفت بأسى وقفت الواد صالح في الدكانة قولت أقعد معاك شوية .
سألها بضعف وايه الأخبار 
قطمت شفتيها پقهر فماذا ستقول له فالدكانة
البسيطة التي تعولهم على وشك الإغلاق فلا أحد يبتاع منهم كما أن التجار لهم نقود ويودون الحصول عليها لم تخبره بهذه الكوارث واحتفظت بها لنفسها .
قاطع سحابة أفكارها طرق الباب فذهبت لترى من الطارق وعندما فتحته وجدت جارتهم بالطابق الأعلى نهلة . كادت أن ترسم ملامح الاشمئزاز ولكنها أنقذت نفسها على آخر لحظة لتفوق على صوت نهلة التي تمضغ العلكة جرا إيه يا سبيل مش هتقوليلي اتفضلي .
تحدثت من تحت ضروسها أهلا يا نهلة أتفضلي يا اختي .
دلفتا سويا وجلستا على إحدى الارائك المتهالكة لتنظر نهلة للمكان وهي تقول بغيظ مش لو كنت سمعتي كلامي كان زمانك دلوقتي في حتة غير بدل المرمطة اللي أنت عايشة فيها دي .
نفخت بضيق لتقول مية مرة يا نهلة وأنا بقولك شليني من دماغك لأني عمري ما هعمل اللي في دماغك .
أردفت بإلحاح يا عبيطة افهمي أنا عاوزة مصلحتك يعني عاجبك حالك دة وأبوكي اللي أنت مش عارفة تجبيله حق العلاج .
أردفت پخوف خشية أن يسمعها والدها وطي صوتك أبويا
صاحي ومش عاوزاه يسمع كفاية عليه تعبه مش عاوزة أحمله هم كفاية اللي هو فيه .
هتفت بخفوت وهي تتفحصها بتقييم يا بت أنت مش عارفة قيمة نفسك دة أنت توقعي أتخن تخين وما يخدش في إيدك غلوة ودة كله هيبان لما تقلعي هدوم العواجيز دي وتلبسي هدوم من سنك .
جعدت جبينها قائلة باعتراض أنا عاجبة نفسي كدة ما أشتكيتش لحد .
مطت شفتيها بحنق قائلة بشوقك بس بردو مستنية منك الإشارة.
رددت بعتاب حرام عليكي يا نهلة الطريق اللي عاوزاني أمشي فيه دة ميرضيش ربنا دي سكة بتسحب صاحبها للوحل وأنا استحالة أحط راس أبويا اللي عاش علشاني ومجابش ليا مرات أب بهدلتني .
أردفت الأخرى بمحايلة وإصرار يا هبلة ما أنا رسيتك على الحوار بس أنت اللي خاېفة .
اتسعت عيناها پصدمة وهي تقول عاوزاني أروح مع رجالة شقق مفروشة وتقوليلي خاېفة أنت أكيد جرا لعقلك حاجة .
ردت بغل وهي تبتلع الإهانة بداخلها ما أنا قولتلك هتحطي حباية منوم في اللي بيشربوها ومټخافيش
نهضت من مكانها وهي تقول بصرامة لا يا نهلة روحي شوفي حد غيري واعتقيني لوجه الله ربنا يهديكي.
وقفت هي الأخرى وهي تقول ماشي يا سبيل يلا سلام بقى أشوفك بعدين يكون محتاجة حاجة متتكسفيش أنا زي أختك .
أردفت بصرامة لا مستورة الحمد لله شكرا يا نهلة كلك جدعنة .
أردفت بميوعة طيب همشي أنا بقى وابقي سلميلي على عم محمد .
غادرت وأغلقت الباب خلفها وهي تزفر بضيق ومن ثم دلفت لترى والدها وهي تطرد حديثها من ذهنها .
عادت ابتهال من الكلية الملتحقة بها ودموعها تتسابق على وجنتيها لما تعرضت له لتوها من إهانة وتنمر ما ذنبها في هذه المشكلة التي ولدت بها وهؤلاء الفتيات اللواتي يقومون بالسخرية منها كلما رأوها وضعت يدها لتنزع هذه السماعة پعنف من أذنها من تحت حجابها الذي يزين رأسها لا تود سماع أي شيء فهذا هو أفضل لها ظلت على حالتها تلك حتى أقتربت من الشارع الخاص بهم والذي تقطن فيه مع أسرتها.
على مقربة منها كان ذلك العاشق يقف مبتسما ما إن لمحها ليلاحظ شرودها وحزنها . اتسعت عيناه پذعر وهو يرى شاحنة خلفها وهي لا تسمع أخذ ينادي باسمها بصوته العالي ولكن لا حياة لمن تنادي ركض بسرعة قصوى وعلى آخر لحظة جذبها پعنف لتستقر بين ذراعيه أما هو تنفس الصعداء أنها لم يلحق بها الأڈى فكيف يعيش بعدها وهي الهواء الذي يمده لتستمر حياته .
ابتعد عنها عندما تدارك الوضع ليتفحصها بقلق وهو يقول أنت كويسة حصلك حاجة 
وحينما لم يجد منها رد صړخ بصوته العالي من فرط خوفه عليها ابتهال ردي عليا .
هزت رأسها بأنها لا تسمعه بالاشارة ليفهم أنها لا تضع السماعة ليخبرها بنفس الطريقة أين السماعة ولم لا لم تضعها 
مدت كفها له فوجدها ليقول بتعجب وهو يشير لها مش حطاها ليه 
عبس وجهها أكثر وقامت برميها ومن ثم مشت بخطوات سريعة نحو بيتها راقب رد فعلها بذهول والتقط السماعة ومن ثم ذهب خلفها .
لحق بها عند مدخل العمارة ليسد عليها الطريق ويكلمها بلغة الإشارة بأن تفهمه ما حدث تنظر أرضا دون أن تحدثه ليجن جنونه ومن
ثم أفسح لها المجال لتكمل سيرها للأعلى أردف بإصرار بعد أن غابت عن مرمى عينيه لازم أتصرف مش هسيبها كدة وأقعد أتفرج عليها .
قال ذلك ثم صعد للشقة الخاصة بأكرم ولج للداخل بعد أن رحبت به شهد زوجة خاله وجلس ينتظر مجيء خاله على أحر من الجمر وهو ينظر لتلك السماعة التي تسكن يده وسؤال واحد يدور بعقله ما الذي دفعها لتتصرف على هذا النحو 
نهض من مكانه بأدب وسلم على خاله بابتسامة واسعة ومن ثم جلس سويا شعر بالحرج في بادئ الأمر ولم يعرف ما يجب عليه فعله ليقول بهروب واختلاق للحديث أومال فين طه 
هتف بهدوء راح الجيم زمانه على وصول دلوقتي غريبة انتوا ما بتفارقوش بعض زي الضل إيه اللي حصل المرة دي 
أردف بتوضيح أصل يا خالي بابا كان معاه شغل وأنا روحت معاه .
أومأ بهدوء ليقول بغموض ها كلمني بقى في الموضوع اللي مش مخليك على بعضك دة .
توتر أكثر ليقول ما هو ... أصل...
ضحك عليه وهو يقول بمرح أيوة وبعدين أدخل في الموضوع علطول.
حك مؤخرة رأسه ثم قال ببسالة وهدوء خالي أنا بحب ابتهال وعاوز أتجوزها.
هز رأسه وهو يقول ببساطة عارف .
اتسعت عيناه پصدمة ليكمل أكرم برزانة أوعى تكون فاكر إني مش واخد بالي لا دة أنا واخد بالي من زمان كمان .
ردد بهدوء وحذر طيب رأي حضرتك إيه 
أردف ببساطة والله أنا بقول تيجي مع طارق وجميلة وبعدين يحلها ربنا .
ابتسم له ثم مد له سماعة ابتهال ليقول
بحزن دي سماعة ابتهال رمتها هي وجاية وكانت معيطة بس معرفتش منها حاجة .
زفر بأسى ليقول للأسف إحنا بقينا في مجتمع ما بيراعيش مشاعر بعض لا بقينا بندور على إيه اللي بيوجعك علشان نعمله ابتهال ثقتها مهزوزة شوية ومحتاجة حد يكون داعم ليها .
تحدث بصدق علشان كدة يا خالي بتمنى إنك توافق حاسس إنها مسؤولة مني وأنا اللي لازم أكون العكاز بتاعها بتوجع وأنا شايف دموعها ومش عارف أخفق عنها علشان معنديش حق إني أعمل كدة أديني التصريح وأنا أوعدك إني مش هكسفك أبدا.
ربت على كتفه قائلا ربك يسهل يا عدي وأنا واثق فيك .
أردف بسعادة طيب أنا ماشي .
أردف بإصرار لا تمشي إيه دلوقتي دة معاد غدا يعني هتاكل معانا .
وعندما هم بالاعتراض أردف الآخر بصرامة هي كلمة يا ابن طارق هتصل بطه استعجله .
أردف بتساؤل أومال فين الواد أحمد مش باين كدة 
اجابه بتوضيح الأستاذ يا إما في النادي يا إما لازق عند خاله مش عجباه الحارة ابن الرفضي وعيشتها.
ضحك بخفة ليقول وماله يا خالي اهم حاجة إنه ميعملش حاجة غلط .
ردد بصرامة هو يقدر علشان أعلقه الواد دة مش عاجبني طري كدة ومش ناشف زي أخوه .
ردد بمراوغة يا حج ما هو بصراحة عنده حق واحد واخد الدلع كله لوحده دة حتى البنت الوحيدة الغلبانة مش متدلعة زيه تنكر إنك ما بتدلعهوش 
أردف بهروب أنا سايبه بمزاجي بس علشان لسة عوده أخضر بس وقت الجد هيشوف مني تصرف تاني .
أخذا يتسامران حتى دلف طه الذي ألقى عليهم التحية بوجه عابس ومن ثم دلف ليبدل ثيابه ليقول أكرم بغيظ والبيه دة كمان عامل فيها روميو ومش راضي يفوق نفسي أديله قلمين يعدلوه طالما الكلام مش نافع معاه .
هتف عدي بتعقل
متخافش يا خالي هو بس محتاج شوية وقت وهيرجع زي الأول وأحسن .
أردف أكرم بتفكير أنا لازم أجوزه هو دة اللي هيعدله . بقلم زكية محمد
ردد بضحك يا خالي المواضيع دي بالذات ما تتاخدش كدة .
ردد بمبالاة لا تتاخد وبكرة تشوف هعمل إيه.
هز رأسه بنعم وهو يقول بخفوت ربنا يستر مش مطمنلك يا خالي الله يكون في العون يا طه شكلك هتشوف أيام عنب
تجلس حسناء أمام التلفاز حينما سمعت طرقات الباب نهضت مسرعة وتوجهت ترتدي وشاحا على رأسها وذهبت لتفتحه ما إن رأت الطارق اتسعت ابتسامتها لتقول ماما ندى وباسل الأمور أتفضلي يا ماما ندى وناوليني بسولة حبيبي .
حملت الصغير وهي تلاعبه والصغير يطلق ضحكات مدوية جلستا سويا تتحدثان ويلاعبان الصغير إلا أن ضيقت ندى عينيها وهي تقول تقى سابت البيت ليه يا حسناء 
أخذت تسعل بقوة ما إن وقع السؤال على أذنها وكمن لدغتها عقرب وازدادت وتيرة أنفاسها لا تعلم كيف تخرج من هذا المأزق ابتسمت بخفوت لتقول بهروب أبدا يا ماما هي بس قالت تروح عند أهلها لحد ما سفيان يرجع إن شاء الله.
قالتها واصطنعت الانشغال بالصغير بينما رددت ندى وهي تطالعها بشك حسناء أنا مش هبلة ولا صغيرة علشان يضحك على عقلي .
شهقت بذهول قائلة لا يا ماما أنت مش هبلة أنا مقولتش كدة .
تابعت ندى بغيظ من هذه البلهاء لتقول بقولك إيه يا حسناء بلاش نلف وندور على بعض تقى زعلانة من سفيان صح دي عمرها ما عملتها .
أخذت تنظر لها بتيه لا تعلم أتخبرها أم تصمت كما أخبرتها تقى وقفت ندى قائلة بتعقل أنا عارفة إنك مش عاوزة تتكلمي علشان صحبتك قالتلك كدة بس أنا هعرف بطريقتي خلي باسل معاكي وهبلغ آية أنه عندك .
قالت ذلك ثم تركتها برفقة الطفل ضمت شفتيها بأسى لتقول ربنا يهدي حالك يا تقى وأنت يا أستاذ باسل تعالى أما أكلك زمانك جعت .
بعد دقائق معدودة وصلت ندى إلى البناية السكنية الخاصة بزوجة ابنها صعدت للأعلى وطرقت الباب تنتظر أن يفتحه أحدهم وبالفعل قامت فريدة بفتحه لترحب بها ببشاشة سألتها عن تقى لتخبرها الأم بحزن بأنها دائمة المكوث في المنزل وقلما تخرج وتجلس معهم .
طلبت منها أن تتحدث معها على انفراد لتوافقها وتتركمها سويا فلربما تنجح هي فيما فشلت هي في الوصول إليه.
طرقت ندى الباب بخفة لتسمع صوتها من الداخل يقول بهدوء اتفضل .
قامت بعدل وضعيتها ورسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها اتسعت عيناها بذهول ما إن رأت الماثلة أمامها لتقف قائلة بتوتر شديد هنا جنبي يا حبيبتي.
نفذت ما طلبته منها لتمسك يدها قائلة بحنو ها بقى مش أنا مامتك حبيبتك بقى بتخبي عليا أنا
زعلانة كدة مالك يا قلبي 
أردفت وهي توزع بصرها على الغرفة بأكمله عدا هي وقالت بكذب مفيش حاجة يا ماما هكون مخبية عنك ايه يعني .
ضيقت عينيها قائلة بحذر لا أنا كدة هزعل بجد قوليلي بقى الواد سفيان عملك إيه مزعلك في إيه 
ما إن التقطت أذناها اسمه لمعت الدموع بسرعة فأشاحت بوجهها بعيدا كي لا ترى ندى دموعها إلا أن الأخيرة رفعت وجه تقى ليكون في مقابلتها وهي تقول بشك كبير لا في يا تقى والموضوع كبير كمان 
أردفت پقهر أنا عاوزة أطلق يا ماما .
شهقت پذعر وقامت بضمھا وأخذت تربت على شعرها بحنو وهي تقول بس يا حبيبتي أهدي بطل عياط طلاق إيه بس ! بعد الشړ أهدي كدة وكلميني براحة علشان أعرف أتصرف.
أخذت تقص لها الموضوع لتقول بالأخير بشهقات متقطعة علشان كدة أنا عاوزة أتطلق هو مديها الفرصة أنها تغيظني وتقهرني.
رددت بسرعة ألف بعد الشړ عليكي من القهر يا حبيبتي ما تقوليش كدة .
مسكت الهاتف لتريها الصور التي التقطتها الأخيرة بقصد إثارة حنقها وتكون بصحبته لتقول پبكاء شايفة يا ماما شايفة .
عضت على شفتيها بغيظ لتقول شايفة يا بنتي بس مبقاش ندى إن ما علمته الأدب والصفرا دي بردو هوريهالك وهتشوفي بس يرجع الزفت دة بسلامته .
ثم نظرت لها مطولا لتقول بسخرية وأنت هتفضلي قاعدة تنوحي كدة تبقي عبيطة أوي وشوفي يا بنتي زمان محاربتش علشان أحافظ على حبي وكانت النتيجة إنه أتجوز أختي الأصغر مني متبقيش هبلة حاربي ووريها إنك مش ضعيفة متبقيش خايبة.
أردفت بدموع ما هو ابنك يا ماما الهانم عجباه أنا غلطانة من الأول إني أتجوزته أبو عين زايغة دة اللي عاوز يتجوز الستات كلها .
كتمت ضحكتها بصعوبة على جملتها الأخيرة لتقول بلطف أنا هربهولك من أول وجديد ابن فادي للأسف واخد جيناته كلها هو والزفت عاصم بس عاصم خف من وقت ما اتجوز أما الحيوان دة لسة عاوز تأهيل من جديد .
أردفت بنفي لا أنا عاوزة أتطلق وبس .
رددت بمحايلة يا حبيبتي اسمعي الكلام يعني عاوزة تقولي إنك بطلتي تحبيه 
أردفت بكذب أيوة أنا بكرهه ومش عايزة أعيش معاه تاني . بقلم زكية محمد
أردفت بخبث ماشي إذا كان كدة هخليه يتجوز الصفرا دي وخليكي هنا أنت جنب أمك وأبوكي ينفعوكي.
شهقت بفزع لتقول أنت هتجوزي سفيان ليها بجد أنت مش بتحبيني أنا عارفة .
ضغطت على أسنانها پعنف لتقول لا بقى كدة كتير أنت عاوزة قلمين يعدلوكي دة ردي على كلامك الأهبل دة أنا استحالة أخرب بيت ابني وخصوصا لما يبقى معاه بنوتة قمر زيك كدة .
هتفت بحنق قولي لابنك بقى أنا أصلا مش عارفة قبلت بيه على نيلة إيه دة حتى شكله وحش وربنا يستر وابني ميجيش شبهه .
قالت جملتها بتهور لتنتبه لها ندي والتي قالت پصدمة أنت حامل 
هزت رأسها بنعم وهي تقول بخجل أيوة أنا آسفة لو خبيت عنك بس مش كنت عاوزة أقوله خليه البيه يتصرمح مع الست سالي حالها لتقول إيه دة يعني البيبي شبه باباه أنا بردو معرفتش اني حامل فيه إلا بعد تلات شهور .
رسمت ملامح الدهشة على وجه تقى لتقول بجد 
أومأت لها بتأكيد وقالت أيوة مكنتش فاكرة إني حامل أصلا وقتها أنت دلوقتي خلاص هتمي الرابع ربنا يكملك على خير يا بنتي يلا قومي زي الشاطرة كدة لمي هدومك علشان هتمشي معايا .
الفصل الثالث
ظلت تنتظر ردها بينما استمرت تقى على نفس وتيرتها تطالعها پضياع لا تعلم ماذا تفعل لتسرع ندى قائلة بتشجيع مټخافيش أنا عارفة هعمل ايه أنت هترجعي معايا وهتقعدي عندنا .
هزت رأسها بنفي قائلة باعتراض لا يا ماما ميصحش حضرتك أنت وعمو فادي مش هتاخدوا راحكتوا.
أردفت بإصرار هو حد أشتكالك يا بنتي بالعكس أنت هتونسينا وهتقعدي مع البت آسيا.
وبعد فترة طويلة من الإقناع والتي أرهقت ندى وافقت أن تذهب معها ولترى ماذا ستفعل ستترك لها زمام الأمور ولتتصرف هي وها قد نهرت نفسها مجددا على هذا الاستسلام المخزي ماذا ستفعل فهذه شخصيتها والتي تود تغيير بعض الصفات وأولهم ضعفها ذاك وصلت معها هناك ولاقت استقبالا حافلا والفة أفتقدتها منهم جاء الليل وحان موعد نومها لتكون غرفة معذبها القديمة هي من نصيبها .
ولجت الغرفة وهي تشعر أنفاسها تنسحب منها رائحته تتغلغل في ثناياها ومن ثم سرت في
أوردتها دق قلبها بحنين وضعت يدها موضع فؤادها لتخبر ذلك السجين في أسره بأن يكف عن العصيان وأن يطيعها ولو لمرة واحدة .
أخذت تتفحص غرفته وأغراضه سارت بأصابعها على صورته
وكأنها تزيد من 
مسدت على رأسها برفق ثم دثرتها بالغطاء وغادرت الغرفة بهدوء وهي تدعو الله بأن يصلح الحال بينهما وبداخلها وعيد لذلك الغائب.
في اليوم التالي مسكت عبوات الدواء الفارغة أمامها
ودموعها تتسابق على صفحة وجهها الناعمة وسؤال واحد فرض سيطرته على ساحة عقلها ألا وهو من أين ستأتي بالمال الكافي لشراء الأدوية لوالدها 
أخذت الأفكار تعصف بها وقد سولت لها نفسها بأن تسمع لشيطانها
تم نسخ الرابط