رواية بقلم سوما

لمحة نيوز

الفصل الاول
فى احد الأحياء الشعبيه سكووون تام يخيم على المكان فالكل نيام الآن.
نسمات هواء خفيفه تداعب خصلات تلك الجميله التى تزحزحت من تحت حجابها الملفوف يإهمال ترفع ذلك الوعاء المصنوع من الخوصسبت تنظر لذلك القدر اللملوء بالفول الساخن لتحمله بيدها وتدلف للداخل.
حيث غرفة نومها فتقم بإغلاق زجاجها مصدره صوت ايقظ ذلك النائم.
فاخذ يتمطئ بكسل يشد جسده العريض ثم يمسح على وجهه ويفتح عين واحده بخمول.
نظرت له نظره عابره وتقدمت بطريقها كى تخرج من الغرفه وتتجه للمطبخ لكنه اوقفها بصوته قائلا صباح الخير يا عايده.
اجابت عليه بلا مبالاه صباح النور.
اطبق شفتيه بيأس دائم لدقيقه ثن تحدث يفتح اى مجال بينهم هى الساعه كام
عايده سبعه ونص.
همت لتخرج مجددا ولكنه عاود الحديث بأى كلام يقول ااا.. العيال صحيوا
جاوبت بهدوء لسه.. شويه ويصحوا.
دائما تقطع الحديث قطعا وتريد الذهاب من امامه فهو الان يرى قدمها وهى تتحرك للمغادره سريعا.
فتحدث مجددا اااا.. احمم.. والفطار قدامه اد ايه على كده.
عايده مانت لو تسبنى اروح اخلص كنت زمانى خلصت يا سلطان.
على الفور تحركت ولم تترك اى مجال لفتح اى حديث اخر.
ضړب الفراش بقبضة يده.. تبا له ولها.
اخذ نفس عميق يلعن به كل شئ ووقف عن فراشه ليظهر طوله الفارغ وصدره العريض.. شاربه الكثيف وذقنه الحليقه.. لم يكن وسيم على الاطلاق بل هو مخيف بعض الشئ بجسده الضخم وطوله المبالغ به قليلا.. بل كثيرا.. اسمرار بشرته وذلك الشارب الذى يتحمل وقوف احدى الصقور عليه مع عيونه الواسعه ينبعث منها قوه وعنفوان.
كل ذلك صنع منه هيئه ظلمت قلبه الطيب كثيرا.. شخص فردت عليه هيئته الهيبه او لنقل الرهبه... يرهبه الكل وهو بداخله حب للجميع ولكن مع مرور الايام ارتدى ذلك الثوب الذى صنعته الناس له.
وكلما تقدم بالعمر كلما ادرك ان ذلك افضل له.
زفر بتعب يغمض عينيه ثم تقدم للخارج حيث المرحاض يغلق الباب وهو يراها بالطبخ منشغله بصنع الافطار.
نظره غريبه لمعت بعينه وحين الټفت اليه والتقت الأعين اخفى تلك النظره ببراعه واغلق الباب وهى.
القت تلك السکين من يدها وتنهدت بصوت مسموع ينم عن صراعات كثيره بداخلها.
قلبت عينها بملل تجلس على احد المقاعد متمتمه اممممم... حوار كل يوم... مانت شايفنى وانا داخله من البلكونه بطبق الفول يا سلطان.
اجلى صوته بارتباك وتحدث مااا.. ماخدتش بالى كنت لسه بفوق.. واه حوار كل يوم ومش هبطل لما يبقى جوزك صاحب احسن محل فول واكلات شعبيه فى المنطقه وانتى تروحى تشترى من على عربيه الفول.
عايده مش بحب الفول الى من المحل بتاعك.
ابتسم پألم مش بيعجبك صح... اى حاجة من طرفى مش بتعجبك.
حاولت تغيير الموضوع والخروج من تلك الدائرة تعالى افطر.
أدرك انها تريد انهاء الحوار وهو أيضا كذلك فقال فين العيال ماصحيوش ليه
عايده عمر صحى وجاى ورايا... وعبده ييكوى قميصه وجاى.
جلس على المقعد يبتسم بتهكم ههه عبده! مش عايزه تقولى اسمه ليه ماله الاسم مش فاهم.
صكت أسنانها بغيظ وهو يبتسم بفرحه كبيره لطالما كان غيظها يفرحه
يتراقص داخليا وهو يستمع لذلك الحديث ككل صباح لمده اثنتى عشر عاما.
عايده ماله الاسم.. مش عارف ماله... بقى حد يسمى ابنه عبد الشكور... تستغل تعبى وانى كنت والده وتروح تسجل ابنى بالإسم ده حرام عليك والله.
اخفى ضحكته بصعوبه وقال ايه جرى إيه... اسم جدى... احمدى ربنا انى ماسمتوش على اسم ابويا.
صړخت پجنون اهو ده الى كان ناقص... عايز تسمى ابنى عبد المتجلى.
سلطان بفخر ابوووياااا.
عايده ابوك انت انا ابنى ذنبه إيه يتسمى الإسم القديم ده وسط كل صحابه.
سلطان اهدى بس يا ام عبد الشكور.
اتسعت عينيها وهى تنهض قائله لأ لأ.. انا قايمه انا مش حمل الكلام ده وربنا.
سلطان الله مانا بعد كده مارضتش ازعلك وسميت الواد التانى بالاسم الفرافيرى ده.
عايده ماشاء الله عمر بقا بقى فرافيرى... بس هقول إيه واحد اسمه سلطان وابوه عبد المتجلى وجده اسمه عبد الشكور هتوقع منع يسمى إيه يعنى.
سلطان عفارم عليكى.
نظر حوله ثم قال ببعض الڠضب العيال دى ماصحيتش ليه لحد دلوقتي... روحى انتى بدل ما اقوملهم.
عايده صحيوا خلاص وزمانهم جايين.
وقف عن مقعده وقال اما نشوف.
فتح باب غرفة ابناءه وتحدث پغضب وهو يرى كل منهم عاد لفراشه هما دوول الى صحيوا.
وقفت سريعا وذهبن لهم وجدتهم بالفعل نيام فاخذت تتقدم قائله عمر.. عبده... اصحوا.
سلطان بعدم رضا وهو يقلد صوتها
الرقيق عمر عبده اصحوا... ماتخشنى عليم شويه فى ايه... اوعى انتى كده.
ثم صړخ بهم بصوت جهورى يلكز كل منهم بيده الغليظه ولااا... اصحا يابن الكلب انت وهو.
على صوته الغاضب اسيقظ صغيريه سريعا ونهضا من على الفراش بسرعه.
سلطان يا ماشاء الله يا مشاءالله... الكل صحى وراح مدرسته الا ولاد سلطان... وانتو لسه موخمين فى سرايركم.
عمر وهو يفرك عينيه بخمول حاضر يا بابا صحينا اهو.
سلطان پغضب بابا!!هأوووو...بابا إيه يا ابو بابا انت... هقول ايه مانت قاعد مع امك الفافى طول النهار واتطبعت بطبعها.
تدخلت عايده پغضب جرى إيه يا سلطان فى ايه.. بتكلم الولد كده ليه وايه امك الفافى دى مالها امه
سلطان بقولك ايييه.. ماتتدخليش سبينى أشد عليهم.
عايده وهو كان غلط في ايه يعنى
سلطان بيقولى يا بابا.. بابا ده لو حد من الحته سمعه هيحطوا عليه وقتى.
عايده واحنا مالنا كل واحد حر في عيشته وطريقته.
سلطان بقولك ايه انا عايز عيالى يبقوا دكورا.. ناشفين كده.
نظر لأولاده وقال سامعين الى قولتو... عشر دقايق والاقى كل كلب فيكوا برا على الاكل والى هيتأخر قسما بالله شوفوا قسما بالله لاكون جايبه من قفاه سامعين.
قال الاخيره بصړاخ غاضب جعل كل منهما يهز رأسه ايجابا.
خرج من غرفتهم پغضب شديد وهى خلفه تنوى الحديث معه وإظهار عدم رفضها التام لما حدث.
نادت عليه بعلو صوتها سلطااااان.
جلس على مقعده وقال برفض تام لأى نقاش ماتتدخلش خااالص فى الموضوع ده... عيالى وعايزهم يبقوا ناشفين ومش عايز لك كتير فى الحوار ده ماشى
زمت شفتيها بغيظ وهو صړخ بأعلى صوته عليهم ليخترق صوته الجدارن ويصل اليهم اخللص ياض انت وهو بدل ما اجيلكووووا.
على الفور خرج اثنتيهم كل منهم يغلق ازارا ملابسه التى لم يسعه الوقت ليرتديها.
سلطان اخلللص يالاا.
الاثنين بصوت واحد متذمر حاضر اهوو والله.
فتح باب غرفه اخر ببطئ شديد لتخرج منه طفله صغيره تسير بخمول وبطئ وعلى الفور تغيرت معالم وجهه لأخرى رقيقه قائلا يا صباح الورد... يا صباح الهنا.. يا صباح السكر على السكر.
هزت عايده رأسها بيأس لن تستغرب كثيرا.. ذلك السيناريو يحدث كل
يوم...مع الاولاد وحش كاسر وامام صغيرتهم سجده مهرج فى سرك.
والصغيره تلك ذات السبعة اعوام تسير ببطئ متجهه ناحية مدللها تقول صباح النور يا بابى.
سلطان ياقلب بابى ياروح بابى.
عمر لأمه شايفه... شايفه التفرقه... هو احنا عبيد!
عبده والله حرام الى بيحصل ده... ناس تصحى على زعيق وشخط ونطر وناس تتدلع يمين وشمال.
سلطان اخرس ياض انت وهو واطفحوا وانتو ساكتين.
عمر حاضر.. حاضر بنطفح اهو.
سلطان لأ اسمها حاضر هاكل أنا أقول انت ماتقولش.
كل ذلك هى غير راضيه عنه تماما هزت رأسها برفض شديد ونادت صغيرتها سجده.. تعالى ياحبيبتي عشان اكلك.
سلطان وهو يرفعها لتجلس على قدميه لا سبيلى كتكوتى انا هفطرها.
وقف عمر وعبده بغيظ ليتحدث عبده انا همشى قبل ما يجرالى حاجة.
عمر ومين سمعك يابنى خدنى معاك.
عايده استنوا خدوا اختكوا معاكوا.
سجده اااه بطنى بتوجعنى.
سلطان سلامتك ياقلب بابى.
عايده دى بتمثل عشان ماتروحش المدرسه.
مال سلطان على الصغيرة يقول مش عايزه تروحى النهاردة المدرسه
زاغت اعين الصغيره قليلا ثم هزت رأسها ايجابا فقال يبقى ماتروحيش يا قلب بابى.
عايده كده كتير.
سلطان بتقولك بطنها ۏجعاها... الرحمه يا ناس.
نهضت عن مقعدها تغادر خلف طفليها.. الجدال معه حول تدليل صغيرتيهما اصبح غير مجدى.
نهض هو الاخر يقول انا نازل المحل... اسمعى كلام ماما ولو عوزتى حاجة كلمينى على طول على موبيلى ماشى
سجده ماشى...باى.
سلطان بهمس لها باى.
رفع صوته يتحدث بصوته الخشن احححأحمم.. انا خارج.. سلام.
عايده

سلام.
وقف امامها بتردد يود قول شئ ما.. يرفرف باهدابه ولكن تلك النظره الجامده الخاويه بعينها جعلته يبتر تردده ويخفى اى رغبه لقول اى شئ وخرج سريعا.
هى اغمضت عينها تذكر روحها ان عليها التعايش مع واقعها كما عاهدت نفسها وفعلت طوال كل تلك السنوات... فقد تزوجته فعليا بل واصبح لديهم أطفال أيضا لابد للمركب ان تسير... امر واقع يجب التصالح معه وهى لسنوات فعلت وستفعل.
وهو.. توقف عند الدرج يأخذ نفس عميق يهبط الدرج خالى الروح... تفكيره عالق بها... هى فقط... عايده واااه من عايده
انها الحاضره الغائبه.. من اجمل سيدات الحى.. الكل يحسده عليها... ابتسم پألم وهو يتحدث بصوت مسموع بيحسدونى عليك وانت سر عذابى.
توقف لدقائق فقد خرج من بيته واوشك على الخروج للناس... لا يجب ان يراه احد هكذا.
تقدم شاب خمرى البشره وسيم الى حد كبير بوجه مستدير وعيون سوداء لامعه.. شعره اسود كثيف ولديه لحيه كثيفه كشباب جيله يرتدى قميص اقل من بسيط وبنطال جينز يشمر عن قدم ويترك الاخرى وفى قدمه خف منزلى خفيف وبسيط فهو يقف على قدميه لساعات.
وقف أمام سلطان يقول صباحك فل يا
زعامه.
سلطان صباحك قشطه يا زيكو.. ايه الأخبار.
زكريا الصراحه يا معلم احنا متأخرين شويه.
سلطان استغفر الله العظيم يارب... ليه بس كده.
زكريا ڠصب عننا والله يا معلم حصلت قفله من شويه خلت الكهربا قطعت عن المحل وكل حاجه اتعطلت.
سلطان استغفرالله.. طيب شغل الناس نص ساعه وهتلاقى المحل اتزحم.
زكريا ماتقلقش يا معلم ان شاء الله خير.
جلس على مقعده يفتح هاتفه يضع كلمة سر من ارقام معينه لينفتح الهاتف وتظهر هى بالخلفية.... عايده الجميله... مرر اصابع يديه على الشاشه باشتياق... معه ليل نهار ببيت واحد ولكنها لا تعطيه اى فرصه لإظهار اى مشاعر.
اغمض عينه مجددا وفتحهم پألم.. وقف مجددا لو بقا هكذا سيحدث له شئ... لذا وعلى الفور اتجه لمنزل شقيقته بالمبنى المقابل لبيته وامام محله.
وقف امام باب شقتها يدق الباب ففتحت له كعادتها مهلله ومرحبه...سوسن شقيقته ثانى شخص يقدر ببراعه ادخال السرور على قلبه بعد صغيرته سجده.
سوسن يا اهلا يا اهلا يا اهلا يا صباح الفل يا دى النهارد النادى... ازيك يا خويا... واقف على الباب كده ليه اتفضل ادخل.
سلطان مانتى الى موقفاااانى... دخلينى.
جلس على اول مقعد وقالت ثوانى واجيب لك كوباية عناب مشبره إنما إيه.
سلطان لا عايز قهوه.
سوسن ماشبرتش قهوتك فى بيتك ليه
سلطان خرجت على طول ما استحملتش.
جلست سوسن وتنهدت بقوه وعدم رضا تقول ماهو قله قعدانك فى البيت ده هو الى مخليها كده. تملى هاجج على برا ومش طايق تقعد فى
البيت ساعتين على بعض يا مؤمن ده انت حتى يوم الجمعه اجازه الشعب مابتاخدوش... فكرك يعنى بعد كل ده هتفكر هى فى ايه... ربك والحق انا لو منها يدخل جوا قلبى مية حكايه وحكايه.
سلطان تعبت... تعبت يا سوسن وهى زى ماتكون حالفه ماتحس بيا... هو انا وحش اوى كده
هبت قائله ده انت قمرررر.
توترت قليلا تتحدث بحرج وتقول بسس يعنى.. اعذرنى يعنى.. انت ناشف حبتين.. يعنى لا بتقول كلمه حلوه.. ولا بتفتح معاها اى كلام...اديلكوا كام سنه اهو متجوزين وانت على ده الحال...دى كتر خيرها والله.
سلطان ياستى انا كده.. لازم تقبلنى على كده الله... خلقة ربنا اعمل ايه
زفرت سوسن بضيق ونظرت للجهه الاخرى بعدم رضا فقال هو بتوتر إيه مالك جرى إيه.
لوت ثغرها تتحدث بضيق امال ايام ست الحسن والدلال كنت سايح ونايح يعنى على روحك.
سلطان بضيق منى!
سوسن اه الحنتوسه الننوسه.
سلطان إيه الى فكرك بالموضوع ده دلوقتى طه
سوسن على اساس انه اتنسى.. نسيت انك مشيت من البيت عشان ابوك مارديش يجوزهالك.. والحته كلها عرفت ان سلطان ساب البيت لابوه عشان منى... الحته كلها هاااا.. يعنى عايده وصلها الكلام.
وقف سلطان يقول وهو يقف عند الشرفه ينظر للشارع ويسرد ماحدث كأنه حدث بالغد ماقبلتش ان بين يوم وليله وبسبب خڼاقه بين ابويا وابوها كل حاجه تنتهى كده وابويا يقولى جوازك منها على جثتى وانا ساعتها ماكنتش صغير وهو نفسه كان معشمنى بالجامد انى هتجوزها عادى.. لما يحصل كل ده فجأة كده ماقبلتش.
سوسن بتهكم وهى الشهاده لله اصيله... وافقت على العريس ابن الزوات تانى يوم بس.
اغمض عينه پغضب وهو يتذكر كم كان الأمر بالنسبة لها تسليه لا اكثر وعند الاختبار الحقيقى والاختيار اختارت عريس من طبقه مرموقه.
وسوسن الخڼاقه الى حصلت ماكنتش كبيره اوى كده وبعدها بيومين اتصالحوا بس بنت الواطيه كان العريس المريش لحق زغلل عينها بعدها ابوك وابوها اتصالحوا بس هى كانت باعتك... ابوك دمه اتحرق وحلف لايجوزك ست ستها.
نطق هو بأعين لامعه كأنه يتحدث عن نجمه بالسماء عايده.
سوسن كانت صاحبتى طول ماحنا فى المدرسة... بس الجامعه فرقتنا وهى راحت جامعه فى الصعيد... طول السنه كانت مسافره وفى الاجازه بتروح تقضى الاجازه عند أهل امها فى بورسعيد.. خلصت اخر يوم امتحانات واتفاجئت ب ابوها بيجوزها ليك... ماعرفتش تكسر كلمته بس كل يوم كانت بتسمع عن قصتك مع منى... لابقت عارفه توافق ولا عارفه ترفض وعلى الحال ده بقالها سنين عامله زى الغريق حتى منعتها تشتغل... وهى مش ناسيه ليك كل ده.
امام شقيقته أظهر قليلا من ضعفه.. فتحدث بلهفه من غيرتى... من
غيرتى عليها يا سوسن... انا خاېف لا تخرج وتشوف الرجاله برا عامله إزاى.
صمت يبتلع رمقه پخوف وضربات قلب عاليه اناا... خاېف لا تبدأ تقارن... الرجاله برا لابسه بدل وبتعرف تتكلم وتتصرف... الى لابس حلو والى متعلم ومتنجر والى بيقول كلام حلو يوزن اجدعها نفوخ... وانتى عارفه اخوكى.
زمت شفتيها بيأس تهز رأسها مؤكده طروبش.. دراعك سابق دماغك.. ده انت حرمت البنيه تخرج معاك.. من اخر مره خرجتوا فيها الصيف الى فات.
سلطان بنفاذ صبر ماقولنا بتزفت بغير الله.
سوسن يا سلطان الله يهديك... ماتحاول تقولها والله.. مانت قدامى اهو برابنط بتيجى قدامها وتبقى بطه بلدى ليه... هى كل السنين دى مش فاهمه اى
حاجة من ده كله.
تقدم منها بلهفه يقول وهو يجلس لجوارها طب... طب ما تقوليلها انتى... انتى مش صاحبتها.. قوليلها.
زمت شفتيها مجددا تهز رأسها مردده اخويا ذكائه خارق ماشاء الله.. انت يابنى بتفهم إزاى مانا قولت عيدت كتير بس الكلام منى يتاخد مجامله او انى بحاول اعطف والطف بينكوا بس منك انت حاجه تانيه.
وقف بسرعه يرفع رأسه بإباء وانا مش بقول ومش هقول.
سوسن خلاص خليك كده لا طايل سما ولا ارض.
سلطان بكبر هخلينى... وهى بردو لعلمك غلطانه... كل السنين دى وبعد مابقت ام عيالى ومافهمتنيش تبقى عميا القلب والنظر.
سوسن بسخريه لاذعه لا وانت ماشاء الله عليك.. شفاف.. كتاب مفتوح.
وقفت تقول پغضب ده انت طول اليوم برا... تتكلم معاها بمزاجك وتقطم الكلام بمزاجك والمطلوب انها تبقى تحت امر السياده مش كده.
سلطان ااا.. ايوه... المفروض تفهمنى من نظرة عنيا.
سوسن بزمتك انت مصدق نفسك
زاغت عينه ولكن سرعان ما استعاد نفسه وكبره يقول اه مصدق نفسى.. اقولك على حاجه انا ماشى... انا غلطان اصلا انى جيت اقعد افضفض معاكى... سلام.
سوسن بشوقك.. هتلف وترجع لسوسو انت مالكش غيرى.
سلطان مش جاى.. ومن غير سلام.
اغلق الباب خلفه وهبط الدرج وهو يسب شقيقته بكل سباب العالم.
ولسوء الحظ.
خرج من البنايه فتوقفت امامه سياره سوداء تسد باب العماره وتمنع حركته.
لتخرج منها اخر شخص يود رؤيته الان.. منى.. ترتدى فستان ارستقراطى وحقيبة يد يتعدى ثمنها الالاف الجنيهات.
اول ما رأته ابتسمت بثقه... ثقه بجمالها وسحرها.. والثقه الاكبر بتاثيرها على الرجال.
ولكنه سلطان... وليس كمثل البقيه. ربما هو رجل لا مثيل له.. ربما هى للآن لا تعلم ذلك اووو.. علمت ولكن بعد فوات الأوان.
تحدثت بصوتها الرقيق قائله صباح الخير يا سلطان.
سلطان صباح النور.
هم للتحرك سريعا لكنها اوقفته تقول عامل ايه يا سلطان.
سلطان فى نعمه الحمد لله.. فوتك بالعافيه.
لم تهتم بالعيب... بما يصح وبما لا يصح وتمسكت بكف يده توقفه قائله بنعومه مستعجل كده ليه
هم بالرد عليها ولكن
لمح بطرف عينه عايده وهى تقف فى شرفة شقتهم فرفع نظره لأعلى وجدها تنظر له
عين بعين وحديث طويل دائر دون النطق بحرف.
وكأن وصله العتاب انتهت... وكأنها قد قالت بعينها لعينه كل شئ... كأنها متأكده ان رسالتها وصلت... تحركت بهدوء بعدما أنزلت صغيرتها التى ودت مشاهدة الشارع قليلا ودلفت للداخل صامته.
اغمض عينه... يستحق لقب صاحب اسوء حظ على الإطلاق.
هل كان من الضروري التصادف مع منى الآن.
منذ زمن لم يراها واصبح لت يتذكرها الا اذا ذكرت سيرتها... حتى فترة حبه لها اصبحت فى طى النسيان.
لقد محت عايده كل شئ واصبحت هى الحاضر.
ولكن كيف يأخذ الحاضر مساحته فى ظل تطفل الماضي دائما.
فر هاربا داخل محله ربما يختفى به عن اعين زوجته التى تنطلق منها الملامه.
جلس يغوص فى بحر ثائر من العواطف لم يخرج منها الا على صوت شجار يأتى من الخارج.
نادى عاليا ليعرف ماذا يجرى يا زيكو... زيكو.
حضر اليه عامل اخر يقول مش هنا يا معلم.. باينه هو الى پيتخانق برا.
وقف باستغراب يقول پيتخانق! مع مين
الصبى مش عارف لسه.. بس اعرفلك يا معلما.
سلطان لا استنى انت انا خارج اشوف.
خرج من محله وجد زكريا يقف أمام فتاه تبدو فى العشرين من عمرها ذات وجه خمرى مستدير واعين عسليه وشعر عسلى قصير ولجوارهم عربات تحمل اثاث قديم بعض الشئ.
زكريا لا ده انتى عيله ناقصه ربايه وانا بقا الى هربيكى.
الفتاه مين دى الى ناقصه ربايه.. ياعديم الحساسه والمفهوميه.
زكريا ده انتى بتغلطى كمان.
تدخل سلطان سريعا خصوصا وهو يرى سيده فى الخمسون من عمرها تقف لجوار تلك الفتاه بتعب وقلة حيله.
سلطان بس بس بس... فى إيه. ايه الى جرا.. انتو مين ياست.
تحدثت السيده انا الحاجه زينب.
اشارت على وحيدتها تكمل ودى بنتى بسمله ولسه ناقلين من بلدنا لحتتكوا.. هو ده استقبالكوا لينا يا بنى.
سلطان بحرج لا طبعا... ده احنا ولاد بلد اوى ونفهم فى الاصول... انتى على راسنا يا امى.
نظر لزكريا موبخا مش عيب يا زكريا... الناس اغراب واول مره ييجوا حتتنا
زكريا لو على الست الكومل دى فجزمتها فوق راسى من فوق يا معلم.. اما البت ام لسانين دى لأ.
بسمله مين دى الى بلسانين ياااه.
زكريا پغضب وهو يهم لضربها سامع.. سامع بودنك يا معلم.
بسمله انت الى بدأت.
زكريا پجنون يانهار اسود... ده انا بردو!!
سلطان بسسسس.. ايه ماتعملوا حساب للست الكبيره الى مش قادرة تقف دى.
اشار للسيده وقال تعالى.. تعالى نورينى جوا يا حاجه وانا هخلى صبيانى تطلع الحاجه.
نظر لزكريا وبسمله قائلا واهو نفض الخڼاقه دى ونشوف ايه اللي حصل.
دلف كل منهم للداخل وبسمله تنظر لزكريا بشړ وهو لم يكن اقل منها.
جلس سلطان بعدما جلست زينب وقال هاااا... ايه اللي حصل.
زكريا انا اقول يا معلم.......
الفصل الثاني
ضړب مقدمة وجهه يمسح عينيه بنفاذ صبر ثم ينظر اليهما ولم يعد يتحمل.
لأكثر من نصف ساعه وهما على هذا الوضع كانهم زوج من الديوك.
صړخ
بهم بنفاذ صبر بسسسس.. اييه ناقر ونقير.. مش بتكبروا لحد خالص.
صمت كل منهما وهو نظر للسيده زينب وقال اشربى اللمون انتى يا حاجه وسيبك منهم... شكلهم هما الاتنين غلطانين اصلا.
اعترضت بسمله بشده لا طبعا انا ماغلطتش وهو الى بدأ حتى تلاقيه عمال يحلق عليا بالكلام مش عايزنى احكى عشان عارف انى هطلعه غلطان.
صك زكريا اسنانه يقول پغضب والله... طب تصدقى وتؤمنى بأيه بقا انا عايزك تحكيلوا... قولى ياست هانم المايك معاكى.
همت للتحدث ولكن سلطان الذى وضع اصبعيه تحت ذقنه وزم شفتيه قال والنبى ايه.. عيل صغير معاكوا انا... طب ايه قولكوا بقا انى مش عايز اسمع حد فيكوا وانتو الاتنين بالنسبه لى غلطانين.
تحدث كل منهما بصوت واحد انا!!
سلطان ايوه.
نظر لبسمله وقال امك ست كبيره مش حمل الوقفه ولا الخناق فر الشارع وانتى من اول يوم ماشاء الله اتخانقتى لأ أول يوم ايه ده من اول ساعه.
ثم نظر لزكريا معلقا وانت دول اتنين حريم وفى حتتنا يعنى مهما عملوا ليهم واجب عندنا وتراعي كمان ان فى ست اد امك واقفه... روح روح طلع باقى العفش مع الرجاله روووح.
زكريا عند حق يا معلم.. انا اسف يا حاجة.
زينب والنبى ماتزعل يابنى دى غلوبه وطيبه ياكش هى بس الى لسانها متبرى منها بس والنبى غلبانه.
زكريا غلبانه ااااه.. لا مانا شوفت يا حاجة هروح انا
اشوف العمال.
ذهب زكريا سريعا فوقفت الحاجه زينب عاجزه عن الشكر تقول كتر خيرك يابنى باين عليك رجوله.
سلطان تسلمى من كل شړ... لو عوزتى ايتوها حاجة عنيا وماتزعليش من الولا زيكو ده عيل جدع ومايقصدش.
الحاجه زينب سيماهم على وجوهم يابنى.
بسمله يالااا يا ماما خلينا نشوف العمال بيعملوا ايه لاحسن يكسروا حاجة.
زمت فاتن شفتيها بحرج من اندفاع وحيدتها كذلك سلطان هز رأسه وقال للحاجه زينب روحى يا حاجة الله يقويكى. 
زينب فوتك بعافيه يابنى. 
سلطان يعافيكى يا حاجة.
سحبت زينب ابنتها المتبرمه خلفها والتى تود قول الكثير وتمنع نفسها بصعوبه.
بعدما خرجا من عنده عاد بظهره للوراء يغمض عينيه يود الصعود إليها الان.
وقف سريعا يحسم امره سيذهب ليروى ظمائه منها ولكن. 
وجد الكثير من الزبائن تملئ المكان اطبق شفتيه على بعض. 
حقا يستحق لقب بطل العالم فى سوء الحظ. 
نظر حوله يبحث عن
زكريا ويصيح بعصبيه زيكوووو يا زيكوووو... راح فين الواد ده.
رد عليه إحدى الصبيه راح يطلع العفش مع الناس اللي كانوا هنا من شويه زى ما امرت يا معلم.
هز رأسه بتعب.. أصبحت شغله الشاغل ولا يركز بأى شئ غيرها وها قد اصيب ببوادر زهايمر.
نظر للصبى بأمر روح ناديلوا كفايه كده والنهارده فى عطله والزباين فوق بعض.. روح يالا. 
الصبى حمااامه.
نظر حوله وجد الزحمه تزداد ولابد من شخص يعين مع العمال فلغى صعوده إليها الان مصطرا وذهب ليقف وسط العمال.
بشقة زينب وقفت بسمله وسط العمال تتعمد عدم النظر ناحية زكريا.
خرجت خلف احد العمال تقول بصوت عال قليلا حاسب يا ريس حاسب حط الصالون هنا.
العامل هو الصالون مش بيتحط فى اوضه الضيوف. 
بسمله لا هنحطه فى الصاله. 
زكريا حطه فى الاوضه دى ياريس سيبك منها.
اغمضت عينها تتمالك اعصابها بصعوبه وتستدير له قائله انا عايزه اعرف انت بتأمر وتتأمر علينا ليه ها.. اصلا واقف هنا لحد دلوقتي ليه
زكريا انتى ايه يابت قلة الزوق الى انتى فيها دى.. ده بدل ماتقوليلى تشكر.. كلك شهامه ومروه... لسانك بينقط بلاك وسواااد و.. وو...
اكملت هى تهز رأسها مؤكده وزفتون. 
زكريا وزفتون براوه عليكى شكلك حفظاهم بيتقالولك ورا بعض مش كده ... انا..انا ايه الى موقفنى هنا اصلا... ماليكى حق والله انا الى جايب لروحى الكلام.
تقدمت زينب تحمل بيدها شاى ساخن ومياه تقول ماعلش يابنى تعبينك معانا.
حاول زكريا تهدئة روعه والتحدث بهدوء لتلك السيده تعبك راحه يا امى.. انا عنيا ليكى وبعدين ده واجب الجيره بردو ده النبى وصى على سابع جار وانتو ساكنين معايا فى نفس العماره.
بسمله كماااان. 
زكريا بضيق واشمئزاز للأسف. 
زينب وساكن ف انهى دور بقا على كده
حمحم زكريا بحرج وقال احمم.. ااا.. الارضى. 
بسمله بسخريه قصدك البدرووووم.
نزلت سخريتها عليه كضړبة سوط على جلد ظهره.. ابتلع غصه مؤلمھ بحلقه لت يعلم لما تأثر بسخريتها لطالما كان عزيز النفس يفتخر بحالته مهما كان وضعها.
نظر لها بلوم وردد ايوه البدروم.. رضا... بالإذن.
وبخت حالها كثيرا وهى تجد تغيره لأول مره تشعر انها سليطة اللسان ومندفعه كثيرا.. لل لا بل متهوره.
نظرت لها زينب وقالت هى تحاول اللحاق به توقفه قائله استنى يابنى.. سيبك منها دى عيله قليلة الزوق... استنى يا بنى.
صمتت ولم تعلق على سباب امها فهى تشعر باستحقاقها السب. 
اما زكريا فكان مستمر بطريقه للباب لكنه استدار لزينب يقول حصل خير
يا حاجه ماحصلش حاجة انا مازعلتش هى كلمة بدروم دلوقتي بقت شتيمه عشان ازعل يعنى.. سلام.
خرج وترك زينب التى استدارت تنظر لابنتها تقول پغضب شديد ايه... جرى ايه... واخرتها ايه فى قلة ادبك وطولة لسانك ده.. هتفضلى لحد امتى كده... فاكره انك كده البت الى مافيش منها... لأ ده انتى كده قليله الادب.. الجدع واقف يساعدنا.. شايفنا ولايا مامعناش راجل.. تقومى تنزلى عليه بكلامك الى زى السم.
..ده بدال ما تشكريه... لكن هقول ايه... مانتى عديمة الحس.
نطرت أرضا تشعر لاول مره بالندم تقول ماناااا..انا ماكنتش اقصد.
زينب امال لو تقصدى.. اعمل فيكى إيه
بسمله الله بقا ماخلصنا.. يالا نكمل الى ورانا.
ذهبت بسرعه لا تريد لاحد حتى لو كانت امها ان ترى نظره ندم على ما فعلت... الكبر والتمادى فى الخطأ ورفض الاعتراف به من اكبر عيوبها التى تقر وتعترف انها بالفعل تمتلكها.
انتهى العمال اخيرا من وضع كل شئ بمكانه المخصص وغادروا فجلست زينب على اول اريكه تريح ظهرها للخلف وتغمض عينها پخوف.
واين يكمن خۏفها غير على وحيدتها.. بسمله.. فتاه كأى فتاه جميله.. ذكيه وطيبه ولكنها ككل البشر.. لديها عيوب.. ومن اكبر عيوبها التطلع لأعلى.. كم من شخص تقدم لخطبتها وهى... ترفض... لا تريد ولا تعجب الا بالاثرياء.... حتى باتت تعرف وسط عائلتها ورفقائها بذلك.
عادت من شرودها تدعو الله ان يعينها على ابنتها وعلى رأسها اليابس هذا.
سوما العربي
مرت ساعات على سلطان وهو منهمك وسط الزحمه فحتى بعد انضمام زكريا لهم ظل الازدحام كما هو بل كان يزداد.. مطعم السلطان من افضل المطاعم وله سمعه وصيت منذ سنوات.
وأخيرا يستطيع الذهاب لبيته ساعتين للغداء.
صعد للبيت وهو فى انتظار رد الفعل.
فتح الباب ووجد طفليه الذكور كل منهم يشاهد التلفاز ولا اثر لها بالصاله.
نظر لابنه الكبير يقول عبده... امال امك فين. 
لم يجب عليه الصبى... تلك اللعبه تشغله.
سلطان انت ياض.. مش بكلمك. 
عبده استنى يابابا ھموت.
سلطان طيييييب.
ذهب سريعا واغلق له هو وشقيقه التلفاز الذى يلعبون عليه لعبتهم هذه.
عمر وعبده بصوت واحد يوووووه.. ليه كده. 
سلطان لما اكون بكلم حد فيكوا يرد عليا... مافيش زفت.. غوروا يالا من قدامى.
عبده يا بابا والنبى بقا. 
سلطان يا ايه بابا!! تانى.. مش قولت ماحدش فيكوا يتقول بابا دى تانى... مافيش تليفزيون امشوا يالا.
ذهب كل منهم للمطبخ حيث والدتهم او الحائط المائل كالعادة يشتكون لها.
وهى.... شعرت به منذ وضعه المفتاح فى باب الشقه...بات تستمع حتى لخطواته على الباب... زوجها وحفظت حتى أثر وقع اقدامه على الأرض.. ولكنها ظلت بالمطبخ.. ربما تحتمى بجدرانه لمداراة غيرتها.. اووو.. تخفى غيرتها داخله.
على غير عادتها كانت تستخدم اوانى الطهى پعنف... عڼف تود لو لديها المجال لاخراجه عليه.. لو تعطى لنفسها حتى حق الغيره ولكن هى من منعت نفسها من بداية زواجهم.. اظهار الغيره يعنى إظهار للحب وهى على علم مسبق بعشقه لأخرى وأنها مجرد بديل... لذا بدأت معه حالة الخرس الزوجى منذ اول زواجهم. 
العڼف الناتج عن استخدامها للاوانى خرج اليه عن طريق أصوات عاليه جعلته يرقص داخليا وهو يشعر بڠضبها الذى تفرغه بالداخل.
انتفض پخوف وتفاجئ وهو يستمع لها تقريبا القت احدى الأوانى بحوض المطبخ. 
تصرخ بأحد اولادها مش قولت استنوا برا لحد ما اخلص الااااكل.
صوت منخفض لإحدى أطفاله يبدو انع
يخبرها بما فعله. 
ثوانى وشعر بخطواتها تخرج وتتقدم إليه وهما خلفها.. تهلل وجهه يود رؤية غيرتها.
هدمت كل احلامه وهو يراها تخرج عليه بالوجه الذى يراه منها وترتديه امامه دائما.. الصمت والهدوء... الهدوء القاټل.
نظرت له برأس مرفوع ووجه خال من التعابير تسأل قفلت لهم التليفزيون ليه 
ڠضب كثيرا من هدوئها.. وعدم مطالبتها بحقها به.. وكأنه شخص لا يوجد من يغار عليه... بطريقتها هذه كأنها تخبره انه ولا شئ وهى لا تراه رجل يغار عليه من اخرى.
وهى على النقيض.. لكنها فقط وعلى حسب رؤيتها تحافظ على الباقى من كرامتها.. يكفى زواجه منها وهو عاشق لأخرى...يعيش معاه مضطرا.. حتى اوقاتهم معا اشبعا لغرائز لدى اى رجل... بل الطامه الكبرى شعورها انه يتخيلها اخرى وهى معه... شعور قاټل ېقتلها لسنوات.
سنوات وهم بهذه الدوامه... دوامه ابتلعت كليهما.
هو لايرى منها اى تقبل يشعر انها تستكثر نفسها عليه كونها جميله ومتعلمه ولا تتقبل طباعه الصعبه كونه شخص دائم الڠضب... ليس بوسيم ولا حتى يعرف كيف يرتدى ملابس منمقه كرجال جيله... حتى الحديث المعسول يفتقده...يعلم انها متعمقه مع وسائل التواصل الاجتماعي وترى كيف يلبس ويتحدث الرجال.
وهى.. هى تراه جسد فقط اما قلبه وعقله فبالتاكيد مع أخرى.. أخرى عشقها وتفنن بحبها حتى بات الكل يتحدث عنه إلى ان وصل لمسامعها.
صمت ينظر إليها بتمعن.. يبحث عن اى شئ.. اى شئ يضيئ له تلك العتمه.
تحدث بهدوء مش عايز دوشه حواليا.. راجع مصدع وتعبان.
اخرجها قليلا عن شعورها فعلى صوتها بعض الشئ لا الف
سلامه.. ماكنت كويس برا دلوقتي مش عايز صداع.
نمت ابتسامة امل على محياه...حاله بخلاف اى زوج آخر لو وضع بموقفه لرغب بأنهاء ذلك الخلاف وتسوية الأمر ولكن بوضع سلطان كان على النقيض تماما... ود باشتعال الخناق أكثر.. ود وان يطول قليلا.
يردد قصدك ايه مش فاهم.
نظرت له بحزن تؤكد لحالها بانه ومنذ متى فهمها او شعر بها.
مرت دقيقة صمت ثم قالت مانت ماتبقاش طول اليوم برا وماحدش فيهم بيشوفك ولما تحضر وتتوجد مايشوفش منك غير زعيق وشخط ونطر.
سلطان هو ده مقصد كلامك
عايده اه هو.. انت عايز تقول حاجة
نظر للجهه الأخرى يردد لأ مافيش... حضرى الغدا عشان شويه ونازل اكمل شغل.
بدون الرد عليه الټفت مغادره للمطبخ تكمل وضع الطعام.
اغمض عينه بتعب.. الا يوجد اى امل او تغير. يتسآل لما لا تتخلى عن صمتها وعنادها قليلا رافض الإقرار بأنه هو الآخر صامت ورافض التغيير او حتى التعبير.
خلع حذاءه من قدمه يقذفه بعيدا پغضب اهو انا كده بقا ومش هتغير... هاه.
نظر امامه ينتبه لوقوف طفليه امامه يكبتون ضحكاتهم.
اغتاظ اكثر بالتأكيد يصفوه بالجنون.
سلطان انت بتضحك على ايه يابن الكلب انت وهو ياااا.
عمر لا ولا حاجه.. مش هتشغل لنا التليفزيون نكمل الجيم بقا
سلطان لأ
عبده والنبى بقا.
سلطان قولت مافيش زفت.
تحرك كل منهما يضربا الارض بغيظ وهز عاد برأسه للوراء يغمض عينه.
دلفا للمطبخ حيث تقف عايده ولجوارها سجده.
تحدثت عايده بعصبيه كبتتها امامه مش قولت مش عايزه زحمه حواليا فى المطبخ لاحد فيكوا يتلسع.. خدوا اختكوا واطلعوا برا.
سجده يالا نطلع نتفرج على التليفزيون لحد ما الاكل يخلص.
عبده بابا مش راضى.
سجده بثقه كبيره إزاى الكلام ده.. تعالو ورايا.
عمر مش هيوافق.
نظرت لهم بغرور وثقه وتقدمت بخيلاء للخارج حيث والدها.
سجده بابى.. طفيت التليفزيون ليه عايزه اتفرج عليه.
فى التو تبدل حال سلطان الذى ابتسم لها يقول يا سلام... من عنين بابى.
تقدم عمر وعبده يتحدثان بغيظ اشمعنى يعنى.. ولا هو ناس وناس.
سجده التى وضعت قدم فوق اخرى له ورفعت رأسها بكبر ثم قال اتفرج وانت ساكت يالا... تخلصوا اكل وتنزلوا تقفوا معايا فى المحل.
وضعت اخر صحن على الطاوله غير راضيه تماما عما طلبه ولكنها صمتت..
ايام على نفس الوتيره من الصمت والروتين.. ايام كسنوات طوال مرت وهما متزوجان... صمت قاټل ورفض اى منهما التغيير.
جلس امام شقيقته يتحدث پجنون اعمل ايه انا ها.... اعمل ايه.. هتجنن.
وضعت سوسن كوب الشاى على الطاوله بملل ولم تجيب.
صړخ فيها پغضب انا مش بتكلم ماتردى عليا... هو انا مش اخوكى.. مابصعبش عليكى
صمتت دقيقه ثم قالت انت رجعت القميص الى هى اشتريتهولك الشهر اللي فات ليه
سلطان هى اشتكتلك بقا.
سوسن رد عليا.. رجعته ليه
سلطان لاهو سنى ولا مقامى.
سوسن ليه يعنى كان ماله مانا شوفته
سلطان بعصبيه وانا من امتى بلبس الألوان دى ولا البنطلون الى كانت جيباه ابو رجل ضيقه ده هو انا وش ذلك ولا انا صغير للكلام ده.
سوسن انت ايه يابنى الى انت فيه ده.. مدى نفسك سن فوق سنك ليه.. ده انت لسه شباب وډافن نفسك فى لبس وألوان معينه ما أكبر منك ويلبسوا الاكتر من كده انت عامل كده ليه.. وترجع تقول هى ليه كده.. طب اهى
من وقت للتانى بتحاول تعمل اى حاجة يكش تتغير.
سلطان اااااه.. قولوا كده بقا... مابقتش عاجب.. مش لايق على معاليها.. هتلبسنى على هواها وتغير جلدى عشان اعجب مش كده
سوسن وهو عيب والله كتر خيرها بعد كل ده ولسه بتحاول.
سلطان كل ده الى هو إيه يعني.. هو انا اول ولا اخر واحد كان
بيحب واحدة.. ما كل الرجاله كده.. ده فى الى بيعمل كده وهو خاطب ومتجوز كمان.
سوسن ماهى العاده كده ماحدش بيشوف غلطه.. انت مش عايز حتى تقر بغلطك.. لاهو انت لما اتجوزتها بعدها بكام يوم سارحتها.
سلطان كنت لسه متعلق بالتانيه.
سوسن ايوووووون... اديك قولت بنفسك اهو سنه جرت سنه لحد ما بقا ده حالكوا.. تحاول هى تعمل اى تغيير انت تقول لأ.
سلطان وهو الزفت
 

تم نسخ الرابط